المقاهي تطورت كثيراً عن الأماكن البسيطة التي كانت تقدم القهوة والشاي فقط. شركات الترفيه في دول الخليج استثمرت ملايين الدولارات في مقاهي ألعاب فيديو تنافس النوادي الرياضية التقليدية. الأجهزة هنا ليست حواسيب منزلية عادية بل معدات احترافية تكلف آلاف الدولارات للجهاز الواحد. Parimatch Morocco وغيرها من المنصات تغطي المراهنات على الرياضات التقليدية، بينما الشباب الخليجي ينفق ساعات طويلة في هذه المقاهي يتدرب على الألعاب التنافسية. الأجواء تشبه ملاعب كرة القدم أكثر من كونها مقاهي عادية. الصراخ والتشجيع والتوتر يملأ المكان عندما تبدأ المباريات الجدية بين الفرق المحلية.
اللاعبون الجادون يعرفون أن الأجهزة تؤثر مباشرة على الأداء والنتائج. معالج الرسومات يحدد سلاسة الحركة ووضوح التفاصيل الدقيقة. الشاشة بمعدل تحديث منخفض تخلق تأخير يكلفك الجولة أمام خصم سريع. سماعات الرأس الرديئة تمنعك من سماع خطوات العدو القادم من خلفك. الفرق بين الفوز والخسارة أحياناً يكون أجزاء من الثانية تحددها جودة المعدات.
المقهى يوفر كل ما يحتاجه اللاعب المحترف دون أن يشتريه بنفسه:
الاستثمار الفردي في هذه المعدات يتجاوز عشرين ألف ريال بسهولة. المقهى يوفرها مقابل خمسين ريال للساعة فقط.
الملحقات الصغيرة تهم بنفس قدر الأجهزة الرئيسية للنتائج النهائية. الفأرة يجب أن تكون خفيفة بدقة استشعار عالية وأزرار قابلة للبرمجة. لوحة المفاتيح الميكانيكية توفر استجابة أسرع من العادية بفرق ملموس. سماعات الرأس تحتاج مايكروفون واضح للتواصل السريع مع الفريق. حتى سجادة الفأرة تختلف ــ البعض يفضل السطح الناعم والآخرون الخشن. شركات الترفيه المصنعة للمعدات تتنافس على تطوير منتجات تمنح ميزة تنافسية ولو بسيطة.
League of Legends يتصدر القائمة مع فرق تلعبه كل ليلة تقريباً. اللعبة تتطلب تنسيق فريق عالي وردود فعل سريعة ومعرفة عميقة بكل شخصية. المباريات تستمر 30-45 دقيقة في المتوسط وتحتاج تركيز متواصل. الخطأ الواحد في الدقائق الأخيرة يكلف الفريق انتصار بناه خلال نصف ساعة. الإثارة والتوتر يبقيان اللاعبين عائدين كل ليلة رغم الإحباطات المتكررة.
ألعاب القتال مثل Street Fighter وTekken لها جمهورها الخاص والمخلص:
الرياضات الإلكترونية تنوعت لتشمل أذواق مختلفة من الاستراتيجية للحركة للتصويب والقتال المباشر.
فهد يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً ويلعب Dota 2 ست ساعات يومياً. يحلم بالانضمام لفريق احترافي والمشاركة في The International بجوائزها الملايينية. عائلته تعترض وتريده يركز على الجامعة بدلاً من الألعاب. لكن فهد يعرف أن اللاعبين الناجحين يكسبون أكثر من معظم الوظائف التقليدية. الأفضل في العالم يحققون ملايين الدولارات سنوياً من الجوائز والرعايات والبث المباشر.
شركات الترفيه العالمية فتحت مكاتب في دبي والرياض لتطوير المشهد المحلي. الرعايات تتدفق من شركات تقنية وطاقة ومشروبات تريد الوصول للشباب. الحكومات استثمرت في بناء ساحات ضخمة مخصصة للبطولات الكبرى. رؤية 2030 في السعودية تضع الرياضات الإلكترونية كجزء من قطاع الترفيه المستهدف. المستقبل يبدو مشرقاً للاعبين الطموحين الذين يأخذون التدريب بجدية ويطورون مهاراتهم باستمرار.
